الاستاذ هارون محمد آدم يكتب :ورحل زورق الألحان

اخر مرة التقيت فيها الفنان والموسيقار الكبير محمد الأمين في عام 2018 بنادي الشرطة ببري برفقة الفريق عمر الحضيري مدير عام قوات الشرطة الأسبق وتجاذبت معه اطراف الحديث في قضايا الفن المعاصر وتطوير الموسيقى فتحدث معي باريحية فكان موسوعة في مختلف ضروب الفن.
الفنان الراحل محمد الأمين ادخل مدرسة فريدة من نوعها في ايقاعات الموسيقى السودانية جمعت بين السلم الخماسي الافريقي اوالسلم العالمي للموسيقى والسلم السباعي لان السلم الخماسي حسب دراسي الموسيقى هو اصل كل الأيقاعات الموسيقية رغم ان السلم الايقاعي السائد في معظم الأقطار العربية هو السباعي ولذلك عندما تسمع لموسيقى ود الأمين تجد نفسك مستلقي في زورق ألحان تطاوع النفس وتريح الأعصاب ولذلك رغم تطاول سنيين موسيقاه لم يؤثر عليها الزمن فاغنيات الستينات يطرب لها شباب القرن الحادي والعشرين كما أن كل العابثين في مجال الغناء فشلوا في العبث باغنيات ود الأمين والحانه فحتى رحيله اول امس ظل ود الأمين هو ود الأمين يغرد في سماء الفن لوحده هرما غنائيا تنحني أمامه كل القامات الفنية.
الا رحم الله الفنان ود الأمين واسكنه فسيح جناته ويلهم محبه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون