قراءة أولية عن فيلم “السودان ياغالي”

بقلم/عبدالمنعم أحمد مختار

شهد العام 2019 حركة دؤوب في أروقة السينما والأفلام السودانية… بعد صراع طويل مع أعداء الفن والإبداع ومع بوادر انطلاقة انتفاضة ديسمبر المجيدة استطاع مبدعو السينما السودانية من طواقم الإخراج والسيناريو والممثلين ومن وأزرهم إنتاج عدد مقدر من الأفلام عن قضايا اجتماعية وسياسية مهمة، فذاعت أسماء عدد كبير من الأفلام … وداعا جوليا … طوبى لهن ….
ستموت في العشرين…. مدنية…. صدمة ح-رب …نساء الح-رب وغيرهم كثر
” السودان ياغالي” فيلم توثيقي للمخرجة التونسية الشابة هند مدب وثقت فيه برؤية درامية المآسي التي عاشها شباب سودانيين من الجنسين خلال الخمس سنوات الأخيرة منذ اندلاع الانتفاضة وحتي اندلاع الح-رب.
شاركت المخرجة بالفيلم في مهرجان أجيال بالدوحة ونالت به جائزة الجمهور وسبق ذلك مشاركتها بنفس الفيلم في مهرجان البندقية ولاقى اهتمام النقاد والجمهور،
تستعرض هند مقاطع فيلمها بعمل يشبه الدراما المسرحية مستعرض التغييرات السياسية والاجتماعية والأمنية السريعة، وتتعقب هند مدب بكاميرتها أبطال الفيلم شجانة وخطاب المزمل ومها وهم شباب في مقتبل العشرينيات في أعمارهم يبذلون الغالي والنفيس لإحداث تغيير في مجتمعهم، سلاحهم
النضال السلمي مستخدمين الأغنية والأهزوجة والقصيدة وكتابةالشعارات على الجدار للتعبير عن حلم جيل يطمح في نيل الحرية والتمتع بديمقراطية تسقط نظام عسكري متسربل بثياب الدين الإسلامي وهو من براء “يق-تلوننا باسم الدين…لكن الإسلام يقول لنا: انتفضوا ضد الطغاة!!
الرصاصة لاتق-تل، بل الصمت هو الذي يق-تل.
الفيلم يجسد قدرة إرادة حركة سلمية على إسماع صوتها وإحداث التغيير وإسقاط دكتاتورية غاشمة.
تستعرض المدب فض الاعتصام وتق-تيل العزل وإهانتهم واغتص-ابهم من قوة مدججة بالسلاح في المج-زرة المشهورة التي فضت اعتصام ال57 يوم أمام مقر القيادة في الخرطوم
هند المدب بالإضافة لموهبتها في الإخراج فهي صحفية لا يشق لها غبار…..عادت لتؤكد من خلال الملف الصحفي الذي كرسته للفيلم قائلة:
إلقاء الشعر في السودان أمر طبيعي…أنه أشبه بأن تتنفس، الشعر في السودان أداة من أدوات المقاومة، كلما تقدمت في البحث أدركت الخطوط العريضة لعهد جديد يمكن أن أصفه بما بعد الإسلاموية وقدرة حركة سلمية في مواجهة تغيير يحسبه البعض مستحيل، لكنه قطعا سينتصر لامحال فإرادة الشعوب لا تهزم