آراء

لماذا ظل الجيش إداة قهر لإرادة الشعب السوداني؟

الطيب الزين

كما يعلم أغلب السودانيين لاسيما المهتمين بالشأن السياسي أن الجيش السوداني الحالي تم تكوينه في عهد الإستعمار الثنائي الإنجليزي المصري في عام 1925، تحت مسمى ” قوة دفاع السودان” هذه المؤسسة ظلت تضطلع بدور سلبي، إذ وقفت عقبة كأداء أمام تطلعات الشعب السوداني المتمثلة في الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية.
الجرائم المروعة التي ظل يرتكبها الجيش السوداني تعود إلى لحظة تأسيس الدولة السودانية، هذا إذا إفترضنا جدلاً أن هناك دولة من الأساس.
للأمانة والتاريخ ليس هناك دولة سودانية.
بل هناك حطام سمي بالدولة!
هذا الحطام خلق لنا مؤسسة سميت بالجيش السوداني كانت وما زالت مهمتها الأساسية هي مصادرة آمال وآحلام الشعب السوداني وتحطيم أسس الدولة والمجتمع.
لأن السودان لم يحظى بقيادة وطنية تعبر عن إرادة شعبه منذ دولة الخليفة عبد الله التعايشي التي أسسها في أم درمان بعد موت الأمام محمد احمد المهدي.
الحكومات التي عرفها السودان منذ الإستقلال 1956، كلها سارت على نهج المستعمر التركي إبان فترة هيمنة الإمبراطورية العثمانية على المنطقة التي إستمرت لمدة أربع قرون، أي ٤٠٠ سنة مظلمة عمل على الإغتيال العقل المستنير ونشر مفاهيم ظلامية متدثرة بشعارات الدين.
المستعمر التركي تجاوز الحقائق الموضوعية التي تمثلت وقت ذاك في التفاوت الإجتماعي والتباين الثقافي في ظل غياب آليات سياسية وفكرية وتنظيمية قادرة على إدارة التباينات في بلد يعتبر قارة مساحته تزيد على مساحة تركيا بأربعمائة ألف كيلو متر مربع هذا قبل إنفصال الجنوب في عام ٢٠١١م. نتيجة للنهج غير المسؤول الذي مارسه الكيزان إبان حكمهم للسودان وفي عقولهم كانت تعشعش أوهام بناء دولة الخلافة التي مثلتها تجربة العثمانيين الأتراك التي يعمل رجب طيب أردوغان الآن في تركيا لنشرها في المنطقة من خلال دعمه لحركات الأخونة الخونة الذين وظفوا الجيش السوداني لهدم المشتركات التي خلقها السودنيين من خلال تفاعلهم اليومي لاسيما في مناطق التداخل بين الشمال والجنوب.
أخوان السودان الخونة ساروا في ذات الدرب الذي سار فيه المستعمر التركي القائم على السيطرة والإخضاع ونهب الموارد والثروات تحت شعارات الدين حتى إنهارت الإمبراطورية العثمانية وبذات القدر إنهارت تجربة الكيزان في السودان لأنهم مارسوا ذات النهج القائم على القهر والإستبداد والفساد وتحويل قادة الجيش إلى رموز لمافيات الفساد والإستبداد والقتل!
لذلك على السودانيين الشرفاء هزيمة مشروع رموز الفساد والإستبداد والظلم.
وبناء دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية حديثة تحقق مشاركة عادلة ومتوازنة لكل أقاليم السودان المختلفة في السلطة والثروة.

sudan guardian

صحيفة الكترونية مستقلة، تسعى لتقديم الاخبار ،التقارير،والمعلومات بصدق، وتولي إهتماما معظماً لقضايا السلام، البيئة والتنمية المستدامة والتعايش السلمي في المجتمع السوداني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى